بمناسبة المولد النبوى الشريف. ماذا تعرف عن رسولك ؟

بسم الله الرحمن الرحيم
( الخطبة ماذا تعرف عن نبيك صلى الله عليه وسلم )
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم
أما بعد :
عباد الله اتقوا الله حق تقاته ولا تموتنا إلا وأنتم مؤمنين لا تشركوا به شيئا لا ملكً مقرب ولا نبين مرسل
وبعد في هذه الخطبة سوفا نتكلم عن الرسول فسميتها ( ماذا تعرف عن رسولك صلى الله عليه وسلم )
الوقفة الأولى :
مولده صلى الله عليه وسلم واسمه ونسبة :
قال تعالى ** لقد من الله على المؤمنين إذا بعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين }
وقال تعالى ** قل إنما أنا بشر مثلكم يوحي إلي أنما إلهكم إله واحد }
لقد ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين من شهر ربيع الأول في مكة المكرمة عام الفيل عام (571) ميلاد من أبوين معروفين أبوه عبد الله ابن عبد المطلب وأمة آمنة بنت وهب سماه جده محمداً صلى الله عليه وسلم وقد مات أبوه قبل ولادته وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم الاثنين قال " ذاك يوم ولدت فيه وفيه بعثت وفيه أنزل علي القرآن "
روى الإمام أحمد عن أبن عباس قال " ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين وأنبئ يوم الاثنين وخرج مهاجراً من مكة إلى المدينة يوم الاثنين وتوفي يوم الاثنين "
* أما اسمه ونسبه :
قال تعالى ** محمداً رسول الله }
وقال صلى الله عليه وسلم " لي خمسة أسماء أنا محمد وأنا أحمد وأنا الماحي الذي يمحوا الله بي الكفر وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي وأنا العاقب الذي ليس بعده نبي " وقال صلى الله عليه وسلم " أنا محمد وأنا أحمد وأنا المقفي والحاشر ونبي التوبة ونبي الرحمة "
وقال صلى الله عليه وسلم " أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر وبيدي لواء الحمد يوم القيامة ولا فخر وما من بني آدم فمن سواه إلا تحت لوائي "
ومن اسمائه ( الفاتح ، وطه ، ويس ، وعبد الله ، وخاتم النبيين ، والمختار )
وكنايته ( أبو القاسم )
سماه الله عز وجل في القرآن الكريم .
قال تعالى ** رسولاً نبياً أميا شاهداً مبشراً ونذيراً وداعياً إلى الله باذنه وسراجاً منيرا رؤوفا رحيما وجعله رحمة ونعمة وهادياً }
اسمه هو :
محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن حزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان إلى أسماعيل بن إبراهيم الخليل عليهم جميعاً أفضل الصلاة والسلام .
قال تعالى ** ما كان محمد أبآ أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شيء عليما }
روي أن الإمام أحمد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله خلق الخلق فجعني في خير خلقه وخلق القبائل فجعني في خير قبيلة وجعلهم بيوتاً فجعني في خيركم بيتاً فأنا خيركم بيتاً وخيركم نفساً "
الوقفة الثانية :
نشأته :
نشاء الرسول صلى الله عليه وسلم على اليتم والاغتراب وخشونة العيش وآلم الحياة فقد توفي أبوه عبد الله قبل ولادته وهو جنين في بطن أمة فجاء يتيماً محروماً من عطف الأب وحنانه .
ولما بلغ عليه الصلاة والسلام من عمره الشريف أربع سنين أرجعته حليمة السعدية مرضعته إلى أمة في مكة فبقي مع جدة عبد المطلب في كلائه الله ورعايته وحفظة ينبته الله نباتاً حسناً لما يريد به من كرامته وتوفيقه ولما بلغ صلى الله عليه وسلم من العمر سنتين أخذته آمنه إلى المدينة المنورة لزيارته بني النجار أخوال أبيه فمات وهي راجعه إلى مكة في الأبواء
بين مكة والمدينة فأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم يتيم الأبوين .
بقي رسول الله صلى الله عليه وسلم في كفاله جدة عبد المطلب بعد وفاة أمة وكان جدة يحبه ويكرمه ويجلسه على فراشة الذي يفرش له في ظل الكعبة وكان أولادة لا يجلسون على الفراش إجلالاً لأبيهم فإذا جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو غلام جفر وأراد الجلوس منعه أعمامه فكان أبو طالب يقول لهم دعوا ابني فهو إن له لشأناً ثم يجلسه معه على فراشه ويمسح ظهره بيده ويلاطفه وهذا من عناية الله تعالى به وجميل إحسانه إليه .
قال تعالى ** ألم يجدك يتيماً فأوى }
بعد سنتين من كفاله جدة عبد المطلب توفي جدة فكفله عمه أبو طالب وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن ثمانية سنين وقد أوصى جدة قبل وفاته به أبا طالب فكان أبو طالب يكرمه ويعطف عليه لانه ابن أخيه عبد الله وتنفيذاً لوصية أبيه .
الوقفة الثالثة :
وظيفته وزواجه ومتى أمر بالرسالة :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما من نبي إلا قد رعى الغنم " قالوا وأنت يا رسول الله قال " وأنا " وقال " ما بعث الله نبياً إلا رعي غنم " قال أصحابه وأنت يا رسول الله قال " وأنا رعيتها لأهل مكة بالقراريط "
تزوج صلى الله عليه وسلم خديجة بنت خويلد لما بلغ من العمر خمسة وعشرين سنه وأوحى الله تعالى له .
لما بلغ عليه الصلاة والسلام أربعين سنة وذلك سنة ست مئة وعشرة من ميلاد المسيح عيسى عليه السلام وأمره الله تبارك وتعالى بتبليغ ما أنزل إليه بعد ثلاث سنوات من نبوته فقام يدعوا إلى الله وبث يدعوا في مكة وما حولها نحو عشر سنين حتى أذن الله له بالهجرة إلى يثرب المدينة المنورة .
هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ذلك بأمر من الله فهاجر ومعه أبو بكر الصديق وبذلك بدأت نواه الدولة الإسلامية وقام بنيان الجماعة المحمدية التي فتحت مشارق الأرض ومغاربها وأصبحت كلمة الله هي العلياء .
ولما أكمل الله لناس دينهم واتم عليهم نعمته وادى رسوله الأمانة وبلغ الرسالة اصطفاه الله تعالى إليه وأختاره لجواره فقبض روحه الطاهرة وكان ذلك يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول سنة أحد عشر من الهجرة توفي في وله من العمر ثلاثة وستين سنة ودفن في بيت عائشة رضي الله عنها بالمسجد النبوي الشريف .
بارك الله لي ولكم في القرآن الكريم ونفعني وإياكم بما نقول ونسمع أستغفر الله لي ولكم فستغفروه أنه هو الغفور الرحيم

( الخطبة الثانية )
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم
وبعد :
الوقفة الرابعة زوجاته وأقاربه :
تزوج خديجة بنت خويلد ولم يتزوج عليها حتى ماتت
ثم تزوج سودة بنت زمعة سنة عشر من النبوة بعد وفاه خديجة
ثم تزوج عائشة بن أبي بكر الصديق سنة اثنين من الهجرة ولم يتزوج بكراً غيرها
ثم تزوج حفصة بنت عمر بن الخطاب سنة ثلاث من الهجرة
ثم تزوج زينب بنت خزيمة بن الحارث سنة ثلا ث من الهجرة
ثم تزوج أم سلمه هند بنت أبي أميه بن المغيرة المخزومي سنة أربع من الهجرة
ثم زوجة الله زينب بنت جحش أبنه عمته سنة خمس من الهجرة
ثم تزوج جوريه بنت الحارث بن أبي فرار سنة خمس من الهجرة
ثم تزوج أم حبيبة رمله بنت أبي سفيان صخر بن حرب سنة ست من الهجرة
ثم تزوج ميمونة بنت الحارث وهي خاله بن الوليد سنة سبع من الهجرة
ثم تزوج صفيه بنت حي بن اخطب سنة سبع من الهجرة
ثم تزوج خوله بنت حكيم وهي التي وهبت نفسها لنبي
ثم تزوج ماريه القبطية بنت سمعون التي أهداها له المقوقس وهي أم ولد إبراهيم
ثم تزوج أمراه يقال لها عمره فطلقها قبل أن يدخل بها
ثم تزوج أمراه يقال لها أميمه بنت النعمان فطلقها قبل أن يدخل بها
أولده :
القاسم , عبد الله , إبراهيم
زينب , رقية , فاطمة , أم كلثوم
أعمامة :
الحارث بن عبد المطلب , الزبير , حجل , ضرار , المقوم , حمزة ’ أبو لهب , العباس , أبو طالب
عماته :
عاتكه , صفية , بره , أميمه , أروي , أم حكيم
مرضعته هي :
حليمة السعدية بنت أبي ذويب بن عبد الله بن الحارث بن شجنه ابن جابر بن رزام بن ناصرة بن سعد بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن حفصة بن قيس بن عيلان بن منضر بن نزار بن معد بن عدنان .
إخوته من حليمة :
عبد بن الحارث , أنيسة بنت الحارث , خذافة بن الحارث .
الوقفة الأخيرة صفاته الظاهرة :
كان صلى الله عليه وسلم ليس بطويل البائن ولا بالقصير ولا الأبيض الأمهق ولا الآدم ولا الجعد القطط ولا البسط وتوفي وليس في رأسه عسرون شعرة بيضاء وكان حسن الجسم بعيد ما بين المنكبين له شعر إلى منكبية وفي وقت إلى شحمة أذنيه وفي وقت إلى نصف أذنيه كث اللحية شثن الكفين أي غليظ الأصابع ضخم الرأس والكراديس في وجهة تدويد أدعج العينين طويل أهدبهما أحمر الماقي ذا مسربة وهي الشعر الدقيق من الصدر إلى السرة كالقضيب .
إذا مشى تقلع كانما ينحط من صبب أي يمشي بقوة والصبب الحدود يتلالأ وجهه تلألأ القمر ليلة البدر كان وجهه كالقمر , حسن الصوت سهل الخدين ضليع الفم سواء البطن والصدر , اشعر المنكبين والذراعين وأعالي الصدر طويل الزندين رحب الراحة أشكل العينين أي طويل شقهما منهوس العقبين أي قليل لحم العقب بين كتفيه خاتم النبوة كزر الحجلة وكبيضة الحمامة
وكان إ ذا كانما تطوى له الأرض ويجدون في لحاقة وهو غير مكترث وكان يسدل شعر رأسه ثم فرقة وكان يرجله ويسرح لحيته ويكتحل بالثمد كل ليلة وفي كل عين ثلاث أطراف عند النوم وكان أحب الثياب إليه القميص والبياض والحبرة وهي ضرب من البرود فيه حمره وكان قميصه صلى الله عليه وسلم إلى الرسغ ولبس في وقت حله حمراء وإزاراً ورداً وفي وقت ثوبين أخضرين وفي وقت جبهً ضيقة الكفين وفي وقت قباء وفي وقت عمامة سوداء وأخرى طرفها بين كتفيه وفي وقت مرطاً أسود أي كساء ولبس الخاتم والخف والنعل .
قال أنس بن مالك رضي الله عنه ما مسست ديباجً ولا حريراً ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا شممت رائحة قط أطيب من رائحة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولقد خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي أف قط ولا قال لشيء فعلته لم فعلته ولا لشيء لم أفعله ألا فعلت كذا .